الدباء - القرع واليقطين
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : إنَّ خياطاً دعا رسول الله صلى الله
عليه و سلم لطعام صنعه ، قال أنس : فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه و
سلم فرأيته يتتبّع الدُّبَّاء من حوالي القصعة ، قال : فلم أزل أحب
الدُّبَّاء من يومئذ . و في رواية ثانية : فَقرَّب إلى رسول الله صلى الله
عليه و سلم خبزاً و مرقاً فيه دُبَّاء و قديد . صحيح البخاري في الأطعمة
5379
الدباء : بضم الدال المشددة هو القرع ، و قيل : خاص بالمستدير
منه ، و في شرح المهذب للنووي أنه القرع اليابس و هو اليقطين أيضاً [فتح
الباري : 9 / 525 ] .
ودل الحديث الشريف علىأن رسول الله صلى الله
عليه و سلم كان يحب اليقطين ، و ما احب عليه الصلاة و السلام شيئاً إلا
وجدت في ذلك سراً عظيماً _ كما يقول أحد المختصين _ فماذا في اليقطين ؟!
جاء في كتاب ( تركيب الأطعمة 9) الشهير : تبلغ نسبة الماء في اليقطين 94.7
% و يحتوي على كمية قليلة من السكر و الألياف و تعطي المئة غرام منه 65
حريرة فقط ، فهو غذاء جيد لمن أراد إنقاص وزنه ، و هو فقير جداً بالصوديوم
فهو يناسب المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم و غني بالبوتاسيوم الذي يلزم
الذين يتناولون الحبوب التي تَدرُّ البول ، كما أنه يحتوي على البوتاسيوم
و الكالسيوم و المغنيزيوم و الفوسفور و الحديد و الكبريت و الكلور . و هو
غني بالفيتامينات و في طليعتها فيتامين أ .
وجاء في كتاب الطب النبوي
لابن قيم الجوزية : اليقطين يعد غذاء رطباً بل غنياً ، ينفع المحمومين
ماؤه ، يقطع العطش و يذهب الصُّداع إذا شرب أو غسل به الوجه ، و هو ملين
للبطن كيفما استعمل ، فهو من ألطف الأغذية و أسرعها انفعالاً .
وهناك
أدلة حديثة تشير إلى أن اليقطين يفيد في الوقاية من السرطان ، وقد نشرت
مجلة الأبحاث البيوكيميائية عام 1985 دراسة أُجريت في المعهد الوطني
للسرطان في الولايات المتحدة ، أشارت هذه الدراسة أن لليقطين فعلاً واقياً
من سرطان الرئة عند سكان نيوجرسي في الولايات المتحدة [ قبسات من الطب
النبوي ، باختصار ] .
المصدر : " الأربعون العلمية " عبد الحميد محمود طهماز - دار القلم