أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة ان القراءة للأطفال بصوت عال ذات تأثير مباشر وقوي على تنمية مدارك عقولهم وانطلاقهم نحو حب التعلم والدراسة، كما انها تغرس فيهم عادة التعاون والمشاركة، بالإضافة إلى إقامة علاقات ناجحة مع الآخرين.
وقد أشارت الأبحاث أيضا إلى ان عادة القراءة بصوت عال ذات أثر جيد في تجمع الأسرة الواحدة، مما يعزز الشعور بالترابط والدفء العائلي، كما يضفي بكثير من مشاعر الحب والأمان على الأطفال، ويشعرهم بأنهم محبوبون من عائلاتهم.
وينصح الخبراء والباحثون بضرورة قيام كل من الأب والأم بتخصيص بعض الوقت للقراءة بصوت مرتفع لأطفالهم.
وتؤكد الباحثة النفسية "دولا ريزدركين" على أهمية القراءة بالنسبة للأطفال من خلال النتائج التي توصلت إليها بعد بحث استغرق أكثر من خمس سنوات على أكثر من 300طفل. وخلاصة البحث ان الأطفال الذين عوّدهم آباؤهم منذ البداية على القراءة يسبقون سنهم الدراسي بحوالي سنتين ونصف، كما انهم يتفوقون في عملية تحصيلهم واستيعابهم للدروس.
ان لكل مرحلة عمرية في حياة أطفالنا ما يناسبها من كتب ومجلات. كما ان الميول الطبيعية والقدرات للطفل في كل مرحلة عمرية تؤدي إلى الاستجابة والتفاعل مع لون معين من الكتب. ونلاحظ ان الطفل في سن الثالثة يفضل الكتب أو القصص البسيطة التي تتناول الأشياء المألوفة لديه، أو الموجودة في بيئته، كما انه يهتم بالكتب المزودة بالصور الملونة التي تشد اهتمامه.
اما الطفل الذي تتجاوز سنه الثالثة وحتى ست سنوات فإنه يفضل الكتب التي تحتوي على عناصر الإثارة والتشويق.
ويفضل الطفل من ست سنوات إلى تسع سنوات الكتب التي تتناول الهوايات والألعاب التي تدور حول اهتماماته وميوله الشخصية.
اما الطفل من سن تسع سنوات إلى اثنتي عشرة سنة فيفضل القصص المملوءة بالمغامرات والكتب الفكاهية، كما انه يحب المجلات أو الكتب التي تحتوي على الألغاز والمسابقات من أجل حلها والكشف عن أسرارها.
وخلاصة القول ان القراءة مهمة جدا لتنمية وعي الأطفال، كما ان دور المنزل دور فاعل في غرس عادة القراءة لدى الأطفال، وخاصة فيما يتعلق بالسلوك العملي للأب والأم، واهتمامهما بزرع عادة القراءة لدى اطفالهما، مما يحفز الأطفال على التفوق في الدراسة بإذن الله تعالى.
والله ولي التوفيق